فلمَّا كان المضمر لا يوصف ولحق هذا المضمر من التفسير ما يضارع الوصف خرج بذلك عن حكم الضمير . وهذا واضح . نعم ولو قلت : ربه مررت به لوصفت المضمر والمضمر لا يوصف . وأيضا فإنك كنت تصفه بالجملة وهي نكرة والمعرفة لا توصف بالنكرة .
أفلا ترى إلى ما كان يحدث هناك من خبال الكلام وانتقاضِ الأوضاع . فالزم هذه المحجّة . فمتى كان التصرّف في الموضع ينقض عليك أصلا أو يخالف بك مسموعا مقِيسا فألغِه ولا تَطُرْ بجنابة فالأمثال واسعة . وإنما أذكر من كل طَرَفا يستدّل به وينقاد على وتيرته باب في الشئ يُسمع من العربيّ الفصيح لا يسمع من غيره .
وذلك ما جاء به ابن أحمر في تلك الأحرف المحفوظة عنه . قال أحمد بن يحيى : حدثني بعض أصحابي عن الأصمعيّ أنه ذكر حروفا من الغريب فقال : لا أعلم أحدا أتى بها إلا ابن أحمر الباهليّ . منها الجَبْر وهو الملِك . وإنما سُمىّ بذلك - أظن - لأنه يجبر بجوده . وهو قوله : .
( اسلم براووقٍ حُبِيت به ... وانعم صباحا أيُّها الجبر )