صاحبه فيكونَ إذا حذف من بعضها شئ ثم وجد ذلك المحذوف في صاحبه كان كأنه فيه وأمثلة الفعل إذا حذف من أحدها شئ ثم وجد ذلك المحذوف في صاحبه صار كأنه في المحذوف منه نفسِه فكأن لم يحذف منه شئ .
فإن قلت : فقد نجد بعض ما حذف في الأسماء موجودا في الأفعال من معناها ولفظها . وذلك نحو قولهم في الخبر : أخَوْت عشرة وأبوت عشرة وأنشدنا أبو علي عن الرِياشيّ .
( وبشْرَةُ يأبونا كأنّ خِباءنا ... جَنَاحُ سُماَنَى في السماء تطير ) .
وقالوا أيضا : يديت إليه يدا وأيديت ودمِيت تَدْمى دمىً وغَدوت عليه وفُهْتُ بالشيء وتفوّهت به . فقد استعملت الأفعال من هذه الكِلم كما استعملت فيما أوردته .
قيل : وهذا أيضا ساقط عنا وذلك أنا إِنما قلنا : إِن هذه المُثُل من الأفعال تجرى مجرى المثالِ الواحد لقيام بعضها قيام بعض واشتراكها في اللفظ . وليس كذلك أب وأخ ونحوهما ألا ترى أنّ أب ليس بمثال من أمثلة الفعل ولا باسم فاعل ولا مصدر ولا مفعول فيكونَ رجوع المحذوف منه في أبوت كأنه موجود في أب وإنما أب من أبوت كَمُدُقّ ومُكْحُلة من دققت وكحلت . وكذلك القول في أخ ويدٍ ودمٍ وبقيَّة تلك الأسماء . فهذا فرق