رابعة هكذا قلبت ياء فصارت مغزى ومدعى ثم قلبت الياء ألفا فصارت مدعى ومغزى فلما احتجت إلى تحريك هذه الألف ( راجعت بها الأصل ) الأقرب وهو الياء فصارتا ياء في قولك : مغزيان ومدعيان .
وقد يكون الحرف منقلبا فيُضطر إلى قلبه فلا ترده إلى أصله الذي كان منقلبا عنه . وذلك قولك في حمراء : حمراوى وحمراوات . وكذلك صفراوي وصفراوات . فتقلب الهمزة واوا وإن كانت منقلبة عن ألف التأنيث كالتي في نحو بُشرى وسَكرى . وكذلك أيضا إذا نسبت إلى شقاوة فقلت : شقاوى . فهذه الواو في ( شقاوى ) بدل من همزة مقَدرة كأنك لما حذفت الهاء فصارت الواو طرفا أبدلتها همزة فصارت في التقدير إلى شقاء فأبدلت الهمزة واوا فصار ( شقاوى ) فالواو إذاً في ( شقاوى ) غير الواو في ( شقاوة ) . ولهذا نظائر في العربية كثيرة .
ومنها قولهم في الإضافة إلى عدوة : عدوى . وذلك أنك لما حذفت الهاء حذفت له واو فعُولة كما حذفت لحذف تاء حنيفة ياءها فصارت في التقدير إلى ( عَدُوٍ ) فأبدلت من الضمة كسرة ومن الواو ياء فصارت إلى ( عَدِىٍ ) فجرت في ذلك مجرى عَمٍ فأبدلت من الكسرة فتحة ومن الياء ألفا فصارت إلى ( عَدا ) كهُدى فأبدلت من الألف واوا لوقوع ياءى الإضافة بعدها فصارت إلى ( عَدَوِىّ )