فالقول أن يكون ( ناهيا ) اسم الفاعل من نهيت كساع من سعيت وسارٍ من سريت . وقد يجوز مع هذا ان يكون ( ناهيا ) هنا مصدرا كالفالج والباطل والعائر والباغز ونحو ذلك مما جاء فيه المصدر على فاعل حتى كأنه قال : كفى الشيب والإسلام للمرء نهيا وردعا أي ذا نهى فحذف المضاف وعلقت اللام بما يدل عليه الكلام . ولا تكون على هذا معلقة بنفس الناهى لأن المصدر لا يتقدم شئ من صلته عليه . فهذا وإن كان عسفا فإنه جائز للعرب لأن العرب قد حملت عليه فيما لا يشك فيه فإذا أنت أجزته هنا فلم تُجز إلا جائزا مثله ولم تأت إلا ما أتوا بنحوه .
وكذلك قوله : .
( من يفعلِ الخير لا يعدَمْ جوازيهُ ... ) .
فظاهر هذا أن يكون ( جوازيه ) جمع جازٍ أي لا يعدم شاكرا عليه ويجوز أن يكون جمع جزاء أي لا يعدم جزاء عليه . وجاز أن يجمع جزاء على جوازٍ لمشابهة المصدر اسم الفاعل فكما جمع سيل على سوائل نحو قوله : .
( وكنتَ لَقىً تجرى عليك السوائل ... )