بأن الحركة منقولة إليها فلم تقَو بها . وهذا ضعيف جِدّا ألا ترى أنك لمّا حرّكت عين طيّ فقوِيت رجعتْ واوا في طووِيّ وإن كانت الحركة أضعف من تلك لأنها مجتلبة زائدة وليست منقولة من موضع قد كانت فيه قويّة معتدّة .
ومِن ذلك بناؤك مثل فُعلول من طويت . فهذا لا بدّ أن يكون أصله : طُويُويٌ . فإن بدأت بالتغيير من الأوّل فإنك أبدلت الواو الأولى ياء لوقوع الياء بعدها فصار التقدير إلى طُيْيُويٍ ثم ادّغمت الياء في الياء فصارت طُيُّويُ ( ثم أبدلت من الضمة كسرة فصارت طَيُّوي ) ثم أبدلت من الواو ياء فصارت إلى طَيُّيْيٍ ثم أبدلت من الضمة قبل واو فُعلول كسرة فصارت طِيِيُ ثم ادّغمت الياء المبدَلة من واو فعلول في لامه فصارت طِيِّيّ . فلمَّا اجتمعت أربع ياءات ثقلت فأردت التغيير لتختلف الحروف فحرّكت الياء الأولى بالفتح لتنقلب الثانية ألفا فتنقلب الألف واوا فصار بك التقدير إلى طِيَيّ فلمَّا تحرّكت الياء التي هي بدل من واو طويوي الأولى قويت فرجعت بقوّتها إلى الواو فصار التقدير : طِويِيّ فانقلبت الياء الأولى التي هي لام فُعلول الأولى ألِفا لتحركها وانفتاح ما قبلها فصارت طِوايّ ثم قلبتها واوا لحاجتك إلى حركتها - كما أنك لما احتجت إلى حركة اللام في الإضافة إلى رَحًى قلبتها واوا - فقلت : طِوَوِيّ كما تقول في الإضافة إلى هَوى علما : هَوَوِيّ . فلا بد أن تستقرئ هذه المراتب شيئا فشيئا ولا تسامحك الصنعة بإضاعة شيء منها