وإن قدّرت أنك بدأت بالتغيير من آخر المثال فإنك لمّا بدأته على طُويُوي أبدلت واو فُعلول ياء فصار إلى طُويُيْيٍ ثم ادّغمت فصار إلى طويُيٍّ ( وأبدلت من ضمة العين كسرة فصار التقدير طويِيّ ) ثم أبدلت من الواو ياء فصار طُيْيٌّ ثم ادّغمت الياء الأولى فِي الثانية فصارْ طيِّيّ ثم عملت فيما بعد من تحريك الأولى بالفتح وقلب الثانية ألفا ثم قلبها واوا ما كنت عملته في الوجه الأوّل . ومن شبّه ذلك بلِيّ جمع قَرْن ألوَى فإنه يقول : طِيِّيّ وشِيّي . ومن قال : لُيّ فضمّ فإنه يقول : طُيِّيٌّ وشييّ فيهما من طويت وشويت .
فاعرف بهذا حفظ المراتب فيما يرد عليك من غيره ولا تُضِع رُتْبة البتَّة فإنه أحوط عليك وأبهر في الصناعة بك بحول الله . باب في التغييرين يعترضان فِي المثال الواحد بأيِّهما يُبدأ .
اعلم أنّ القياس يسوِّغك أن تبدأ بأيّ العَمَلين شئت : إن شئت بالأوّل وإن شئت بالآخر .
أمّا وجه عِلَّة الأخذ في الابتداء بالأوّل فلأنك إنما تغيّر لتنطق بما تصيِّرك الصنعة إليه ( وإنما ) تبتدئ في النطق بالحرف من أوّله لا من آخره . فعلى هذا