فإن قيل : هذا يدعوك إلى حمل شيء على شيء ولو سلكت طريقتنا لَمَا احتجت إلى ذلك ألا ترى أن الأسماء المسمَّى بها الفعل في الخبر واقعة موقع المبنيّ وهو الماضي كما أنها في الأمر واقعة موقع المبنيّ وهو اسكت .
قيل : ما أحسن هذا لو سلِم أوّل ولكن من لك بسلامته ! أم من يتابعك على أن عِلّة بناء الأسماء في العربية كلها شيء غير مشابهتها للحرف فإذا كان كذلك لم يكن لك مَزْحَل عمّا قلناه ولا معدَل عما أفرطناه وقدّمناه . وأيضا فإن اسكت - لعمري - مبنيّ فما تصنع بقولهم : حَذَرك زيدا الذي هو نهى أليس في موضع لا تقرب زيدا و ( تقرب ) مِن لا تقرب مُعَرب ولهذا سماه سيبويه نهيا فإن قلت : إن النهي في هذا محمول على الأمر صرت إلى ما صرفتنا عنه وسوّأت إلينا التمسك به فاعرف هذا فإنه واضح . باب في أن سبب الحكم قد يكون سببا لِضدّه ( على وجه ) .
هذا باب ظاهره التدافع وهو مع استغرابه صحيح واقع وذلك نحو قولهم : القَوَد والحوكة والخَوَنة وروِع وحوِل وعوِر و ( عوِز لوِز ) وشوِل قال : .
( شاوٍ مشَلّ شَلُول شُلْشُل شَوِلُ ... )