وتلخيص هذه الجملة أن كلَّ واحد من هذه الأمثلة قد جاء مجيئا مثلُه مقتضٍ للإعلال وهو مع ذلك مصحَّح وذلك أنه قد تحرّكت عينه وهي معتلَّة وقبلها فتحة وهذا يوجب قلبها ألِفا كباب ودار وعابٍ ونابٍ ويومٍ راحٍ وكبشٍ صافٍ إلاَّ أن سبب صِحَّته طريف وذلك أنهم شَبَّهوا حركة العين التابعة لها بحرف اللين التابع لها فكأن فَعَلاً فَعَال وكأنّ فِعلا فعيل . فكما يصحُّ نحو جواب وهُيام وطويل وحويل فعلى نحوٍ من ذلك صحَّ باب القودِ والحوكة والغَيَب والرِوع والحوِل والشوِل من حيث شُبّهت فتحة العين بالألف من بعدها ( وكسرتها بالياء من بعدها ) .
ألا ترى إلى حركة العين التي هي سبب الإعلال كيف صارت على وجه آخر ( سببا للتصحيح ) وهذا وجه غريب المأخذ . وينبغي أن يضاف هذا إلى احتجاجهم فيه بأنه خرج على أصله مَنْبَهة على ما غُيِّر من أصل بابه . ويدلك على أنّ فتحة العين قد أجروها في بعض الأحوال مجرى حرف اللين قول مُرَّة بن مَحْكان : .
( في ليلةٍ من جُمادَى ذاتِ أنديةٍ ... لا يبصرِ الكلبُ من ظلمائها الطُنُبا )