رسما وإنما استحدثت لها اعتقادا وتوهما . وليست كذلك مساجد لأنك لو تجشّمت تكسيرها على مساجد أيضا حذفت الألف ونقضت الصيغة واستحدثت للتكسير المستأنف ألِفا أخرى وصورة غير الأولى . وإنما ألف مساجد لو اعتزمت تكسيرها كألف عُذافر ( وخُرافج ) ( وألف تكسيره كألف عَذافر وخَرافج ) فهذا فرق .
ومن غلبة حكم الطارئ حذف التنوين للإضافة نحو غلام زيد وصاحب عمرو . وذلك لأنهما ضِدّان ألا ترى أن التنوين مؤذِن بتمام ما دخل عليه والإضافة حاكمة بنقص المضاف وقوّة حاجته إلى ما بعده . فلمّا كانت هاتان الصفتان على ما ذكرنا تعادتا وتنافتا فلم يمكن اجتماع علامتيهما . وأيضا فإن التنوين عَلَم للتنكير والإضافة موضوعة للتعريف وهاتان أيضا قضيَّتان متدافعتان إلا أن الحكم للطارئ من العَلَمين وهو الإضافة ألا ترى أن الإفراد أسبق رتبة من الإضافة كما أن التنكير أسبق رُتْبة من التعريف . فاعرف الطريق فإنها مع أدنى تأمّل واضحة .
واعلم أن جميع ما مضى من هذا يدفع قول الفرّاء في قول الله سبحانه ( إِنَّ هذَانِ لَسَاحِرَانِ ) : إنه أراد ياء النصب ثم حذفها لسكونها وسكون الألف قبلها . وذلك أن ياء التثنية هي الطارئة على ألف ( ذا ) فكان يجب أن تحذف الألف لمكانها