أحدهما حي بالطبع وهي النفس .
والآخر موات بالطبع وهو الجسم .
وإنهما لما اقترنا عرض لكل واحد منهما عرض من قبل صاحبه فعرض للجسم الحياة التي هي الحس من قبل النفس وعرض للنفس الموت الذي يراد به الجهل من قبل الجسم .
فالنفس إذن حية بالطبع ميتة بالعرض والجسم ميت بالطبع حي بالعرض فإذا انفصل كل واحد منهما من صاحبه خلص للجسم الموت المحض الذي هو طبعه وفارقته الحياة العرضية التي كان استفادها من النفس وخلص للنفس الحياة المحضة التي هي طبعها وفارقها الموت العرضي الذي كان عرضا لها من قبل استغراقها في الجسم .
برهان سادس .
النفس الناطقة تناقض النفس الحيوانية لأنها ترغب في كسب الفضائل واطراح الرذائل وتزهد في اللذات الجسدية وترغب في اللذات العقلية