أي فنجازيه على جهله فجعل لفظة نجهل موضع فنجازيه لأجل المشاكلة ومثله قول الشاعر وتلطف ما شاء .
( قالوا اقترح شيئا نجد لك طبخه ... قلت اطبخوا لي جبة وقميصا ) .
أراد خيطوا فذكره بلفظ اطبحوا لوقوعه في صحبة طبخه .
قلت قد تقرر أن هذا النوع أعني المشاكلة اللفظية أن يأتي المتكلم في كلامه باسم من الأسماء المشتركة في موضعين فتشاكل إحدى المشاكلتين اللفظتين الأخرى في الخط واللفظ ومفهومهما مختلف ومن إنشادات التبريزي في هذا الباب قول أبي سعيد المخزومي .
( حدق الآجال آجال ... والهوا للمرء قتال ) .
فلفظة الآجال الأولى أسراب البقر الوحشية والثانية منتهى الأعمار وبينهما مشاكلة في اللفظ والخط قال الشيخ زكي الدين بن أبي الأصبع في كتابه المسمى بتحرير التحبير هذا الشاهد وأمثاله داخل في باب التجنيس قلت قول الشيخ زكي الدين ظاهر ليس في صحته سقم وهذا البيت الذي أنشده التبريزي من أحسن الشواهد على الجناس التام ولو اعتمد البديعيون على المشاكلة المعنوية لخلصوا من هذا الاعتراض وعلى كل تقدير فالمعارضة تعدت حكم الالتزام في نظم هذا النوع أعني المشاكلة اللفظية وبيت الشيخ صفي الدين في بديعيته على هذا النوع قوله عن النبي .
( يجزي إساءة باغيهم بسيئة ... ولم يكن عاديا منهم على إرم ) وبيت العميان .
( سقاهم الغيث ماء إذ سقى ذهبا ... فغير كفيه إن أمحلت لا تشم ) وبيت الشيخ عز الدين .
( يجزي بسيئة للضد سيئة ... معنى مشاكلة من خير منتقم ) وبيت بديعيتي أقول فيه عن النبي .
( من اعتدى فبعدوان يشاكله ... لحكمة هو فيها خير منتقم )