ذكر المواردة .
( كأنما الهام أحداق مسهدة ... ونومها واردته في سيوفهم ) .
هذا النوع أعني المواردة هو أن يتوارد الشاعران على بيت أو بعض بيت بلفظه ومعناه فإن كان أحدهما أقدم من الآخر وأعلى رتبة في النظم حكم له بالسبق وإلا فلكل منهما ما نظمه كما جرى لامرىء القيس وطرفة بن العبد في معلقتيهما وهو قول امرىء القيس .
( وقوفا بها صحبي علي مطيهم ... يقولون لا تهلك أسى وتجمل ) .
قال طرفة أسى وتجلد فلما تنافسا في ذلك وأحضر طرفة بن العبد خطوط أهل بلده في أي يوم نظم هذا البيت كان اليوم الذي نظما فيه واحدا وقد يقع مثل ذلك أو دونه في بيت يخالف وزن البيت الأصلي وبيت الشيخ صفي الدين على المواردة قوله .
( تهوى الرقاب مواضيهم فتحسبها ... حديدها كان أغلالا من القدم ) وبيت الشيخ صفي الدين ذكر في شرحه أنه نظم بيتا من جملة أبيات وهو .
( تهوى مواضيك الرقاب كأنما ... من قبل كان حديدها أغلالا ) ثم ذكر أنه سمع بعد ذلك بيتا لا يعلم قائله وهو .
( تهوى الرقاب مواضيه فتحسبها ... تود لو أصبحت أغلال من أسرا ) .
فأسقط البيت الذي له فلما تعددت عليه الأنواع في نظم البديعية ووصل إلى