ذكر الترصيع .
( نعم ترصع شعري واعتلت هممي ... وكم ترفع قدري وانجلت غممي ) .
هذا النوع أعني الترصيع هو عبارة عن مقابلة كل لفظة من صدر البيت أو فقرة النثر بلفظة على وزنها ورويها وهو مأخوذ من مقابلة ترصيع العقد ومن أمثلته الشريفة في الكتاب العزيز قوله تعالى ( إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم ) ومثله قوله تعالى ( إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم ) ومنه قول الحريري في المقامات يطبع الأسجاع بجواهر لفظه ويقرع الأسماع بزواجر وعظه .
وإن كان مع الترصيع زيادة بديع كطباق أو مقابلة أو جناس كان ذلك زيادة حسنة ومن أمثلته الشعرية قول أبي فراس .
( وأفعالنا للراغبين كرامة ... وأموالنا للطالبين نهاب ) ومنه قول الشاعر .
( فيا يومها كم من مناف منافق ... ويا ليلها كم من مواف موافق ) .
والمبرز في هذا النوع هو الذي يخلي نظم بيته من الحشو والحشو فيه عبارة عن تكرار الألفاظ التي ليست من الترصيع بحيث لا يأتي في صدر بيته بلفظة إلا ولها أخت تقابلها في العجز حتى في العروض والضرب كقول ابن النبيه .
( فحريق جمرة سيفه للمعتدى ... ورحيق خمرة سيبه للمعتفي ) .
فهذا البيت وقع الترصيع في جميع ألفاظه فإن المقابلة فيه حاصلة بين حريق