ورحيق وبين جمرة وخمرة وبين سيفه وسيبه وبين المعتدي والمعتفي وأبو فراس بيته خال من ترصيع العروض والضرب والشاهد الثاني كرر فيه ناظمه حرف النداء فدخل عليه الحشو .
وبيت الشيخ صفي الدين الحلي في الترصيع قوله .
( من حاسر بغرار العضب ملتحف ... وسافر بغبار الحرب ملتثم ) .
صفي الدين فاته في هذا البيت ترصيع العروض والضرب وقد تسامحوا فيهما ولكن الغاية ما قررته في نظم هذا النوع وأيضا فإن الشيخ صفي الدين غير عاجز عن ذلك فإن أتى في بيته بالحشو مع عدم ترصيع العروض والضرب وناهيك أن العميان تبصروا له ونظموه في بديعيتهم وهو .
( فهجر ربعي لذاك الربع مغتنمي ... ونثر جمعي لذاك الجمع معتصمي ) .
هذا البيت استشهد به العميان على الترصيع الواقع في جميع ألفاظ البيت ولكن ذاك في مقابلة ذاك اعتذر عنهما الشيخ شهاب الدين أبو جعفر الشارح وقال إن معناهما مختلف فإن الإشارة الأولى للربع والثانية للجمع وعلى كل تقدير فللنظر فيهما مجال .
وبيت الشيخ عز الدين الموصلي في بديعيته قوله .
( كم رصعوا كلما من در لفظهم ... كم أبدعوا حكما في سر علمهم ) .
الشيخ عز الدين رصع حتى في العروض والضرب ولكن كرر في بيته لفظة كم ودخل عليه الحشو وهو من وفي والكمال لله .
وبيت بديعيتي أقول فيه بعد قولي في بيت التعريض .
( نعم ترصع شعري واعتلت هممي ... وكم ترفع قدري وانجلت غممي ) .
التنبيه على محاسن هذا البيت كالتنبيه على محاسن بيت ابن النبيه وفي حقوق هذا النوع في نظمه وأما الجماعة المذكورون معه فما منهم إلا من بخسه بعض حقه لما أدخله في بيته وقد تميز بيتي على بيت ابن النبيه أيضا في ترصيع نظمه بزيادة جوهرتين فإني قابلت فيه خمسة بخمسة وابن النبيه وبقية القوم قابلوا أربعة بأربعة والزيادة على ابن النبيه أيضا في تسمية النوع الذي هو الترصيع ولعمري إنها تورية ما رصع في العقود نظيرها وهذا البيت مشتمل على الترصيع والتورية والجناس اللاحق واللزوم والتمكين والموازنة ومراعاة النظير والسهولة والانسجام والله أعلم