وأما بلاد الشأم فكان أول قوتهم بها أنه دخل منهم إلى الشام رجل يسمى بهرام بعد قتل خاله إبراهيم الأسدابادي ببغداد في أيام تاج الملوك بوري صاحب الشام وصار إلى دمشق ودعا إلى مذهبه بها وعاضده سعيد المردغاني وزيربوري حتى علت كلمته في دمشق وسلم له قلعة بانياس فعظم أمر بهرام وملك عدة حصون بالجبال أظنها القلاع المعروفة بهم إلى الآن وهي سبع قلاع بين حماه وحمص متصلة بالبحر الرومي على القرب من طرابلس وهي مصياف والرصافة والخوابي والقدموس والكهف والعليقة والمينقة ومن هنا سميت بقلاع الدعوة وكان آخر الأمر من بهرام أنه قتل في حرب جرت بينه وبين أهل وادي التيم وقام مقامه بقلعة بانياس رجل منهم اسمه إسماعيل وأقام الوزير المردغاني عوض بهرام بدمشق رجلا منهم اسمه أبو الوفاء فعظم أمره بدمشق حتى صار الحكم له بها وهم بتسليمها للفرنج على أن يسلموا له صور عوضا منها فشعر به بوري صاحب دمشق فقتله وقتل وزيره المردغاني ومن كان بدمشق من هذه الطائفة ولم يزل أمرهم يتنقل بالشام لواحد بعد واحد من مقدميهم إلى أن كان المقدم عليهم في أيام السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب أبو الحسن راشد الدين سنان البصري وكان بينهم وبين السلطان صلاح الدين مباينة