ولم يكن بها في الزمن المتقدم فلوس يتعامل بها ثم راجت الفلوس الجدد بها في أيام الموسم فيما قبل الدولة الظاهرية برقوق ثم راجت في سائر الأوقات آخرا إلا أن كل درهم بها ثمانية وأربعون فلسا على الضعف من الديار المصرية حيث كل درهم فيها أربعة وعشرون فلسا ويعبر عن كل خمسة قراريط من الدرهم الكاملي فيها بجائز وعن الربع والسدس منه بجائزين وتعتبر أوزانها بالمن وهو مائتان وستون درهما وأوقيه عشرة كل أوقية عشرة دراهم وكيلها بالغرارة وكل غرارة من غرائرها . . . . وقياس قماشها بالذراع المصري وأسعارها في الغالب مرتفعة عن سعر مصر والشام .
وأما إمرتها فإنها إمرة أعرابية يمشي أميرها في إمرته على قاعدة امراء العرب دون عادة الموك في المواكب وغيرها وأتباعه عرب وأكثرهم من بني الحسن أشراف مكة ويعبر عن أكابرهم بالقواد وهم بمثابة الأمراء للملوك وربما استخدم المماليك الترك ومن في معناهم .
وأكثر متحصلة مما يؤخذ من التجار الواردين إلى مكة من الهند واليمن وغيرهما وأما تجهيز ركب الحجيج إليها ففي كل سنة يجهز إليها المحمل من الديار المصرية بكسوة البيت مع أمير الركب ويكسى البيت بالكسوة المجهزة مع المحمل ويأخذ سدنة البيت الكسوة التي كانت على البيت فيهادون بها الملوك وأشراف الناس وداخل البيت كسوة أخرى من حرير منقوش لا تحتاج إلى التغيير إلا في السنين المتطاولة لعدم وصول الشمس ولمس الأيدي إليها .
ومن عادة أمير مكة أنه إذا وصل المحمل إلى ظاهر مكة خرج لملاقاته فإذا وافاه ترجل عن فرسه وأتى الجمل الحامل للمحمل فقلب خف يده اليمنى وقبله خدمة لصاحب مصر وقد روى ابن النجار في تاريخ المدينة النبوية من طريق