ما اختاره له سابق القدر فعجب المملوك من ذلك واستنكره من مولانا وأنكره لضيق العذر في مثله عليه وقد علم مولانا أنهن أقرب إلى القلوب وأن الله تعالى بدأ بهن في الترتيب فقال جل من قائل ( يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور ) وما سماه الله هبة فهو بالشكر أولى وبحسن التقبل أحرى ولكم نسب أفدن وشرف استحدثن من طرق الأصهار والاتصال بالأخيار والملتمس من الذكر نجابته لا صورته وولادته ولكم ذكر الأنثى أكرم منه طبعا واظهر منه نفعا فمولانا يصور الحال بصورتها ويجدد الشكر على ما وهب منها ويستأنف الاعتراف له تعالى بما هو الأشبه ببصيرته والأولى بمثله إن شاء الله تعالى .
الصنف الثالث التهنئة بالتوءم .
أحسن ما رأيت من ذلك قول بعض الشعراء مما كتب به إلى بعض أصحابه وقد ولد له ذكر وأنثى من جارية سوداء وهو قوله - طويل - .
( وخصك رب العرش منها بتوءم ... ومن ظلمات البحر تستخرج الدرر ) .
( أضحى وارثا علم جابر ... فأعطاك من ألقابه الشمس والقمر ) الأجوبة عن التهنئة بالأولاد .
قال في مواد البيان أجوبة هذه الرقاع يجب أن تبنى على شكر اهتمام المهنيء ورعايته والاعتداد بعنايته وأن الزيادة في تجدد المهنى به