الباب الرابع من المقدمة في التعريف بحقيقة ديوان الإنشاء وأصل وضعه في الإسلام وتفرقه بعد ذلك في الممالك وفيه فصلان .
الفصل الأول في التعريف بحقيقته .
لا خفاء في أنه اسم مركب من مضاف وهو ديوان ومضاف إليه وهو الإنشاء أما الديوان فاسم للموضع الذي يجلس فيه الكتاب وهو بكسر الدال قال النحاس في صناعة الكتاب وفتحها خطأ قال وأصله دوان فأبدلت إحدى الواوين ياء فقيل ديوان ويجمع على دواوين واختلف في أصله فذهب قوم إلى أنه عربي قال النحاس والمعروف في لغة العرب أن الديوان الأصل الذي يرجع إليه ويعمل بما فيه ومنه قول ابن عباس إذا سألتموني عن شيء من غريب القرآن فالتمسوه في الشعر فإن الشعر ديوان العرب ويقال دونته أي أثبته وإليه يميل كلام سيبويه وذهب آخرون إلى أنه عجمي وهو قول الأصمعي وعليه اقتصر الجوهري في صحاحه