فقال الديوان فارسي معرب وقد حكى الماوردي في الأحكام السلطانية في سبب تسميته بذلك وجهين .
أحدهما أن كسرى ذات يوم اطلع على كتاب ديوانه في مكان لهم وهم يحسبون مع أنفسهم فقال ديوانه أي مجانين فسمي موضعهم بهذا الاسم ولزمه من حينئذ ثم حذفت الهاء من آخره لكثرة الاستعمال تخفيفا فقيل ديوان وعليه اقتصر أبو جعفر النحاس في صناعة الكتاب .
والثاني أن الديوان بالفارسية اسم للشياطين وسمي الكتاب بذلك لحذقهم بالأمور ووقوفهم على الجلي منها والخفي .
وأما الإنشاء فقد تقدم أنه مصدر أنشأ الشيء ينشئه إذا ابتدأه واخترعه وحينئذ فإضافة الديوان للإنشاء تحتمل أمرين .
أحدهما أن الأمور السلطانية من المكاتبات والولايات تنشأ عنه وتبدأ منه .
والثاني أن الكاتب ينشىء لكل واقعة مقالا وقد كان هذا الديوان في الزمن المتقدم يعبر عنه بديوان الرسائل تسمية له بأشهر الأنواع التي تصدر عنه لأن الرسائل أكثر أنواع كتابة الإنشاء وأعمها وربما قيل ديوان المكاتبات ثم غلب عليه هذا الاسم وشهر به واستمر عليه إلى الآن