الكتب المتداولة بين الناس وهو الشفاء فإنه ذكر الخلاف بين مكة والمدينة وإن مالكا وأكثر أهل المدينة قائلون بان المدينة أفضل من مكة وقال أهل مكة والكوفة مكة أفضل ومحل الخلاف في غير الموضع الذي ضم سيد الأولين والآخرين واما هو فالإجماع منعقد على أنه أفضل من مكة وسائر البقاع وممن حكي الإجماع القاضي عياض في الشفاء بعد أن حكي الخلاف في التفضيل بين مكة والمدينة فقال ولا خلاف في أن موضع قبره أفضل بقاع الأرض وكذا ذكره الإمام هبة الله في كتابه توثيق عرى الإيمان وذكر الإمام أبو زكريا يحيى النووي في شرح مسلم ذلك فقال قال القاضي عياض أجمعوا على أن موضع قبره أفضل بقاع الأرض وأقره على ذلك فسكوت الخبيث عن مثل ذلك دليل على خبث في باطنه في حق سيد الأولين والآخرين وفي هذه الفتوى رمز إلى عدم الإعتداد بقول عمر Bه فإنه Bه من القائلين بأن المدينة أفضل من مكة ويدل على ما قلته من الرمز تخطئته في الطلاق وعدم الإعتداد بذلك كما رمز إلى تكفير الصديق Bه في قوله في بعض تصانيفه من قال الله ورسوله في أمر يلحقه فانه يكون مشركا فان الصديق Bه لما قال النبي ما أبقيت لأهلك قال أبقيت لهم الله ورسوله ويؤيد ما قلته ما هو مشهور في كتبه وعند أتباعه لا ينبغي أن ينسب إلى غير الله تعالى ضر ولا نفع ولا أنه يغني وهذا من الدسائس أيضا فإنه يلبس به على كثير من الناس لا سيما الضعفاء في العلم وأصحاب الأذهان الجامدة فهي كلمة حق أريد بها باطل وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله وقال تعالى وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله وغير ذلك فهذا نص القرآن العظيم على مثل هذا القول في الذين يقولون أنه شرك ففي قولهم قدح في القرآن وفي رسول الله لإقراره الصديق Bه على هذا القول الذي هو شرك وهذا منهم كفر بيقين لأنه واجب وحتم لازم على كل أحد أن يؤمن بالقرآن وبما جاء به سيد الأولين والآخرين عن رب العالمين من غير شك ولا إرتياب قال الله تعالى ومن لم يؤمن بالله ورسوله فإنا أعتدنا للكافرين سعيرا وقال تعالى وأطيعوا الله وأطيعوا