والجواب أما ما ذكروه من الشبهة الاولى فسيأتى الجواب عنها في مسألة خلق الأفعال إن شاء الله تعالى .
وأما ما ذكروه من الشبهة الثانية فإنهم إن أرادوا بالتولد ههنا أن الحركة التي للخاتم كامنة في حركة اليد وهي تظهر عند حركة اليد منها كما يظهر الجنين في بطن أمه وكما في كل ما يتوالد فهو الفهوم من لفظ التوالد لكنه ها هنا غير مشاهد كما ادعوه ولا متصور أيضا بل الشاهد المتصور ليس إلا لزوم حركة الخاتم لحركة اليد فإن أريد بالتولد هذا فلا مشاحة في التسمية وإن كانت بالنسبة إلى الاصطلاح الوضعى خطأ لكنه مع ذلك مما لا يلزم أن يكون وجوده عن وجود حركة اليد بل من الجائز أن يكون موجودان احدهما يلازم الآخر إما عادة كملازمة التسخين للنار والتبريد للماء والأفيون وإما اشتراطا كملازمة العلم للإرادة والحياة للعلم وليس ولا احدهما مستفادا من الآخر بل كلاهما مخلوقان لله تعالى وبهذا يندفع ما ذكروه من أنه لو كان اللازم مخلوقا لله تعالى لجاز خلق أحدهما مع سكون الآخر كيف وأنه كما تتوقف حركة الخاتم على حركة اليد تتوقف حركة اليد على حركة الخاتم حتى إنه لو فرض عدم انتقال الخاتم عن مكانه كان القول بحركة اليد مستحيلا فعلى هذا ليس جعل حركة اليد علة لحركة الخاتم لتوقفها عليها بأولى من العكس بل الواجب أنهم معلولان لعلة واحدة وإن قدر تلازمهما في الوجود .
وعند هذا فلا بد من الإشارة إلى دقيقة وهي أن ما علمه الله تعالى