ولكنّ أكثرهم لا يعلمون) ([73]). وقوله تعالى: (أَوَلَمْ يروا أنّا جعلنا حرماً آمناً) ([74]). وقوله تعالى: (لقد صدق الله رسوله الرّؤيا بالحقِّ لتدخُلُنَّ المسجد الحرام إنْ شاء الله آمنين محلِّقين رؤوسكم ومقصِّرين لا تخافون فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحاً قريباً) ([75]). وقوله تعالى في وصف مكّة: (وهذا البلد الأمين) ([76]). أمّا الروايات الشريفة فهي تبعاً لذلك تؤكّد الحرمة مراراً وتكراراً وبأساليب مختلفة. فهناك روايات تؤكّد حرمة مكّة يوم خلق الله السماوات والأرض، وذلك كما جاء في (مجمع البيان) ـ عند تفسير إحدى آيات الأمان ـ: إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال يوم فتح مكّة: «إنّ الله حرّم مكّة يوم خلق السموات والأرض، فهي حرام إلى أنْ تقوم الساعة، لم تحلّ لأحد قبلي ولا تحلّ لأحد من بعدي، ولم تحلّ لي إلاّ ساعة من النهار» ([77]). وقد علّق الطبرسي صاحب (التفسير المذكور) على هذا الخبر بقوله: (فهذا الخبر وأمثاله المشهورة في روايات أصحابنا يدلّ على أنّ الحرم كان آمناً قبل دعوة إبراهيم (عليه السلام) وإنّما اُكّدَت حرمته بدعائه (عليه السلام) ) ([78]). ونقله عن مجمع البيان صاحب تفسير (نور الثقلين) مع التعليق ([79]).