باب كيفية حجّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالجملة ما ورد عن طريق أهل البيت (عليهم السلام): 1 ـ (التهذيب): روى الشيخ الطوسي بإسناده عن محمد بن علي بن محبوب، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عُمير، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد الله (عليه السلام). ومحمد بن الحسين وعلي بن السندي والعباس كلّهم عن صفوان، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد الله (عليه السلام): «أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) أقام بالمدينة عشر سنين لم يحجّ، ثمَّ أنزل الله عليه: (وأذّن في الناس بالحجّ يأتوك رجالاً وعلى كلِّ ضامر يأتين من كلِّ فجّ عميق) ([232])، فأمر المؤذّنين أن يؤذّنوا بأعلى أصواتهم: أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) يحجّ من عامه هذا، فعلم به من حضر المدينة وأهل العوالي والأعراب فاجتمعوا، فحجّ رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وإنّما كانوا تابعين ينتظرون ما يؤمرون به فيصنعونه أو يصنع شيئاً فيصنعونه، فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) في أربع بقين من ذي القعدة، فلمّا انتهى إلى ذي الحليفة فزالت الشمس اغتسل، ثمَّ خرج حتّى أتى المسجد الذي عند الشجرة، فصلّى فيه الظهر وعزم بالحجّ مفرداً، وخرج حتّى انتهى إلى البيداء عند الميل الأوّل، فصفّ الناس له سماطين فلبّى بالحجّ مفرداً وساق الهَدي ستّاً وستّين أو أربعاً وستّين حتّى انتهى إلى مكّة في سلخ أربع من ذي الحجّة، فطاف بالبيت سبعة أشواط، وصلّى ركعتين خلف مقام إبراهيم (عليه السلام)، ثمَّ عاد إلى الحجر فاستلمه وقد كان استلمه في أوّل طوافه، ثمَّ قال: إنّ الصفا والمروة من شعائر الله فابدؤا بما بدأ الله به... إلى أن قال: ثمَّ أتى إلى الصفا فصعد عليه، فاستقبل الركن اليماني فحمد الله وأثنى عليه، ودعا مقدار ما يُقرأ سورة البقرة مترسّلاً، ثمَّ انحدر إلى المروة فوقف عليها كما