2 ـ قال السيوطي: واخرج البيهقي في شعب الإيمان، عن مقاتل بن حيان قال: كان النبي (صلى الله عليه وآله) يخطب يوم الجمعة ويقوم قائماً، وان دحية الكلبي كان رجلاً تاجراً، وكان قبل أن يسلم قدم بتجارة إلى المدينة فخرج الناس ينظرون إلى ما جاء به ويشترون منه، فقدم ذات يوم ووافق الجمعة والناس عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) في المسجد وهو قائم يخطب، فاستقبل أهل دحية العير حين دخل المدينة بالطبل واللهو فذلك اللهو الذي ذكره الله، فسمع الناس في المسجد أن دحية قد نزل بتجارة عند أحجار الزيت وهو مكان في سوق المدينة، وسمعوا أصواتاً فخرج عامة الناس إلى دحية ينظرون إلى تجارته وإلى اللهو، وتركوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) قائماً ليس معه كبير، أحد فبلغني والله أعلم أنّهم فعلوا ذلك ثلاث مرات، وبلغنا أن العدة التي بقيت في المسجد مع النبي (صلى الله عليه وآله) عدة قليلة، فقال النبي (صلى الله عليه وآله) عند ذلك «لولا هؤلاء ـ يعني الذين بقوا في المسجد عند النبي (صلى الله عليه وآله) ـ لقصدت إليهم الحجارة من السماء»، ونزل: (قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين) ([317]). 3 ـ قال البيهقي: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الحارث الفقيه، أنبأنا علي ابن عمر الحافظ، حدثنا أحمد بن محمد بن إسماعيل الآدمي، حدثنا محمد بن إسماعيل الحساني، حدثنا علي بن عاصم، عن حصين بن عبد الرحمن، عن سالم ابن أبي الجعد، عن جابر بن عبد الله، قال: بينما رسول الله (صلى الله عليه وآله) يخطبنا يوم الجمعة إذ أقبلت عِيرٌ تحمل الطعام حتّى نزلوا بالبقيع، فالتفتوا إليها وانفضوا إليها وتركوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليس معه إلاّ أربعون رجلاً أنا فيهم قال: فأنزل الله على النبي (صلى الله عليه وآله): (وإذا رأوا تجارة أو لهواً انفضوا إليها وتركوك قائماً) ([318]).