لاأستجيب لأحد منهم دعوة ولأحد منهم قبله مظلمة».[494] 408 ـ وعنه (رضي الله عنه): أنّه قال: أوحى الله إلى عبده المسيح: «يا عيسى قل لبني إسرائيل: أن لا يمدّوا أيديهم بالرغبة إليّ حتّى يبرأوا من أنجاس الذنوب».[495] 409 ـ أبو هريرة، قال: أوحى الله إلى عيسى بن مريم: «يا عيسى، جدّ في أمري ولا تهن، واسمع وأطع يابن الطاهرة البكر البتول. إنّك من غير فحل، وأنا خلقتك آية للعالمين. إيّاي فاعبد، وعليّ فتوكّل. خذ الكتاب بقوّة، فسّر لأهل السريانية، بلّغ بين يديك. إنّي أنا الحي القائم الذي لا يزول. صدّقوا النبي الأُمّي العربي صاحب الجمل والتاج ـ وهي العمامة ـ والمدرعة والنعلين والهراوة ـ وهي القضيب ـ الأنجل[496]العينين، الصلت[497] الجبين، الواضح الخدّين، الجعد الرأس، الكثّ اللحية، المقرون الحاجبين، الأقنى[498] الأنف، المفلّج الثنايا، البادي العنفقة، الذي كأنّ عنقه إبريق فضّة، كأنّ الذهب يجري في تراقيه، له شعيرات من لبّته إلى سرتّه تجري كالقضيب، ليس على بطنه ولا على صدره شعر غيره، شثن[499] الكفّ والقدم، إذا التفت التفت جميعاً، وإذا مشى كأنّما يتقلّع من صخر وينحدر من صَبَب[500]، عرقه في وجهه كاللؤلؤة، ريح المسك ينفح منه، لم ترَ قبله ولا بعده ـ يعني: مثله ـ الحسن القامة، الطيّب الريح، نكّاح النساء، ذا النسل القليل، إنّما نسله من مباركة لها بيت ـ يعني في الجنّة ـ من قصب لا نصب فيه ولا صخب، تكفله يا عيسى في آخر الزمان كما كفل زكريا أُمّك، له منها فرخان مستشهدان، وله عندي منزلة ليست لأحد من البشر، كلامه القرآن،