ودينه الإسلام، وأنا السلام. طوبى لمن أدرك زمانه وشهد أيّامه وسمع كلامه! قال عيسى: يا ربّ، وما طوبى؟ قال: غرس شجرة أنا غرستها بيدي، فهي للجنان كلّها، أصلها من رضوان، وماؤها من تسنيم[501]، وبردها برد الكافور، وطعمها طعم الزنجبيل، وريحها ريح المسك. من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً. قال عيسى: يا ربّ، اسقني منها. قال: حرام على النبيّين أن يشربوا منها حتّى يشرب ذاك النبي، وحرام على الأُمم أن يشربوا منها حتّى تشرب أُمّة ذلك النبي. قال: يا عيسى، أرفعك إليّ. قال: يا ربّ، ولم ترفعني؟ قال: أرفعك ثمّ أُهبطك في آخر الزمان، لترى من أُمّة ذلك النبي العجائب، ولتعينهم على قتال اللعين الدجّال، أُهبطك في وقت الصلاة، ثمّ لا تصلّي بهم; لأنّها مرحومة ولا نبّي بعد نبيّهم».[502] 410 ـ عبد الله بن عوسجة، قال: أوحى الله إلى عيسى بن مريم: «أنزلني من نفسك كهمّك ذخراً لك في معادك، وتقرّب إليّ بالنوافل أحبّك، ولا تتولّ غيري فأخذلك، اصبر على البلاء، وارض بالقضاء، وكن لمسرّتي فيك، فإنّ مسرّتي أن أُطاع ولا أُعصى، وكن منّي قريباً، وأحيي ذكري بلسانك، ولتكن مودّتي في صدرك، تيقّظ من ساعات الغفلة، واحكم لي لطف الفطنة، وكن لي راغباً راهباً، وأمت قلبك من الخشية لي، وراع الليل بحقّ مسرّتي، واظم نهارك ليوم الري الذي عندي، نافس في الخيرات جهدك، واعرف بالخير حيث توجّهت، وقم في الخلائق بنصيحتي، واحكم في عبادي بعدلي، فقد أنزلت عليك شفاء وساوس الصدر من مرض النسيان وجلاء الأبصار من غشاء الكلال[503]، ولا تكن حَلِساً[504] كأنّك مقبوض وأنت حيّ تنفّس. يا عيسى بن مريم، ما آمنت بي خليقة إلاّ خشعت، ولا خشعت لي إلاّ رجت