عليهم من عين في زاوية البيت ينفضّ رأسه من الماء، فقال: إنّ الله أوحى إليّ: أنّه رافعي إليه الساعة ومُطهّري من اليهود. فأيّكم يُلقى عليه شبحي، فيُقتل ويُصلب ويكون معي في درجتي؟ فقال شابٌّ منهم: أنا يا روح الله. قال: فأنت هو ذا. فقال لهم عيسى: أما إنّ منكم لمَن يكفر بي قبل أن يُصبح اثنتي عشرة كفرةً. فقال له رجلٌ منهم: أنا هو يا نبيّ الله. فقال له عيسى: أتحسّ بذلك في نفسك، فلتكن هو. ثمّ قال لهم عيسى (عليه السلام): أما إنّكم ستفترقون بعدي على ثلاث فرق: فرقتين مُفتريتين على الله في النار، وفرقةٌ تتبع شمعون صادقةً على الله في الجنّة. ثمّ رفع الله عيسى إليه من زاوية البيت وهم ينظرون إليه». ثمّ قال أبو جعفر (عليه السلام): «إنّ اليهود جاءت في طلب عيسى من ليلتهم، فأخذوا الرجل الذي قال له عيسى (عليه السلام): إن منكم لمَن يكفر بي قبل أن يُصبح اثنتي عشرة كفرةً. وأخذوا الشابّ الذي أُلقي عليه شبح عيسى، فقُتل وصُلب. وكفر الذي قال له عيسى: تكفر قبل أن تُصبح اثنتي عشرة كفرةً».[264] 194 ـ الصادق (عليه السلام)، عن آبائه (عليه السلام)، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال: «لمّا اجتمعت اليهود إلى عيسى (عليه السلام) ليقتلوه بزعمهم، أتاه جبرئيل (عليه السلام)، فغشّاه بجناحه، فطمح عيسى ببصره، فإذا هو بكتاب في باطن جناح جبرئيل (عليه السلام)، وهو: اللهمّ، إنّي أدعوك باسمك الواحد الأعزّ، وأدعوك اللهمّ، باسمك الصمد، وأدعوك اللّهمّ، باسمك العظيم الوتر، وأدعوك اللّهمّ، باسمك الكبير المتعال الذي ثبتت به أركانك كلّها، أن تكشف عنّي ما أصبحت وأمسيت فيه. فلمّا دعا به (عليه السلام) أوحى الله تعالى إلى جبرئيل: أن ارفعه إلى عندي». ثمّ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «يا بني عبد المطّلب، سلوا ربّكم بهذه الكلمات، فوالله الذي نفسي بيده، ما دعا بهنّ عبدٌ بإخلاص نيّة إلاّ اهتزّ لهنّ العرش، وقال الله للملائكة: اشهدوا أنّي قد استجبت له بهنّ، وأعطيته سُؤله في عاجل دنياه وآجل