بعض المنكرات، فقالوا في ردّهم: لايجب أن تترك القربات والأعمال الصالحة لمثل هذه الأسباب، كاختلاط الرجال بالنساء عند القبور، لكنّ الواجب أن يؤدّي الإنسان الزيارة وهو ينكر ما يراه منكراً، فإنّ زيارة القبور مندوبة، والرحلة إلى المندوب مندوبة كذلك، وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها، فإنّها تذكّركم بالآخرة». الحديث عن ابن مسعود[634]. ولقد شرّعها رسول الله (صلى الله عليه وآله); لأنّها تذكّر بالآخرة، وتحثّ على الزهد في متاع الدنيا، وعدم الاغترار بها، والإقبال على الآخرة. هذا مع ملاحظة أنّ قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) يزيد في فضله على ذلك، فالزائر يرجو شفاعة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فتحصل للزائر منفعة عظيمة إذا شملته شفاعة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقد قال (صلى الله عليه وآله). «من زار قبري وجبت له شفاعتي». والحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما[635].