الدرس الرابع والعشرون الاقتصاد الاسلامي أسسه وأرضيته العقائدية والتشريعية مقــدمة: من الواضح أن أي نظام يُراد له أن يحقق أهدافه لابدّ أن يكون واقعياً فإذا أريد للنظام أن يطبقَ في حياةِ الإنسان وخصوصاً على المستوى الطويل المدى فلابدّ له أن يخدمَ أهدافَ الإنسان وينسجم مع مكوناتِهِ الفطرية. ولا يتم ذلك إلاّ من خلال معرفة واضعِ هذا النظام بكل خصائص الإنسان الفردِ، والإنسان المجتمع، وعلاقاتهما مع بعضهما، والعلاقات الحقيقية بينَهما وبينَ الطبيعةِ، والمجرى التاريخي، والحاجات الأساسية التي تتطلبها هذه العلاقة، وأسلوب إشباع هذه الحاجات لتحقيق سير إنساني تكاملي على خط تحقيق هدف الخلقة الإنسانية. أضف إلى كل هذا أن الإشباع المذكورَ للحاجات يجب أن يتمّ بطريقة متوازنة لا تُخل بالحاجات الأُخرى التي تشبعها نظم أُخرى بل يلحظ جانب التوازن الحكيم ويدرس موقع ذلك النظام من كل النظم الأُخرى التي تشكّل جميعاً أجزاءً للنظام الحياتي العام. فإذا افترضنا تحقق هذا القدر المطلوب في واضع النظام، انتقلنا إلى مرحلة تالية في مجال تحقيق (الواقعية) المطلوبة، وهي قدرة هذا النظام على تحقيق الأرضية المساعدة له، ونعني بها مدى ضمان انسجامه مع ما يعتقده المجتمع (موضوع التطبيق)، ومدى انسجام هذا المعتقد مع القيم العاطفية المطروحة فيه وبالتالي مدير ضمان التربية المطلوبة لتحقيق انقياد اجتماعي لتلك