المحرك للتاريخ وللمجتمع الإنساني، فيجب ان تكون كل الظواهر الاجتماعية متطورة وتابعة لتطور وسائل الإنتاج والوضع الاقتصادي. ولما كانت الأفكار والمعارف الإنسانية ظاهرة من ظواهر الحياة الاجتماعية فيجب أن تتبع في تطورها تطور الوضع الاقتصادي. أما ما يقوله بعض الماديين من أن التفكير ينتج من نشاط الدماغ وأعصابه فهو أمر سطحي إذ يجب أن نبحث خلف ذلك عن العوامل الأصيلة وليست هي في رأي الماركسية إلاّ القوى المنتجة وتطورها. فكل أفكار الإنسان ـ إذن ـ إنّما هي نتيجة لتأثيرات الأوضاع الاقتصادية وما هنالك في المجتمع من علاقات وروابط. والنتــيجة: النتيجة من هذه المدعيات هي أن الماركسية شيدت نظريتها في المعرفة ومصدر الأفكار الإنسانية ومقدار كشفها عن الواقع الخارجي، شيدتها على أساس القول بأن الأفكار مجرد انعكاسات وردود فعل للحوادث الخارجية وقالت بما يسمى بـ «النسبية التطورية». النسبية التطورية ما هي؟: إنها تعني أن كل الأفكار والتصورات الإنسانية إنّما هي انعكاسات للظروف الاقتصادية والاجتماعية وهي ليست معبرة عن الواقع على ما هو عليه بل هي صحيحة إذا قيست بالنسبة لتلك الظروف فقط. والخلاصة هي انه لا توجد حقيقة فكرية مطلقة وإنّما تنكشف الحقائق بالمقدار الذي يتناسب ويعكس نوعية العلاقات الاجتماعية التي هي بدورها تتبع تطور الوضع الاقتصادي. هذا ملخص للنظرية الفلسفية الماركسية في مجال المعرفة الإنسانية. التناقض الغريب: إذا توضح ما سبق رأينا الماركسية تقع في تناقض غريب جداً، فبينما هي تعلن ـ من جهة ـ