الصحيحين على وجه التفصيل، وما ورد عن البعض من الطعن في هذه الأحاديث بغير علم أو لغرض مستور، فقام بردّهم بأُسلوب علمي متين، مع ذكر قائمة بأسماء الصحابة والتابعين الذين رووا هذه الأحاديث، وأسماء الأئمة الذين خرّجوها، وأبرز المؤلّفين الذين صنّفوا في المهدي بصورة كتب مفردة من علماء السنّة، إضافة إلى سرده لبعض ما ورد في الصحيحين من الأحاديث التي تتعلّق بشأن المهدي. وقد وجد المركز قيمة هذا المقال عالية من الجانب العلمي، ولأنّه لايهمّ كون كاتب الأثر سنّياً أو شيعياً، مصرياً كان أو سعودياً أو إيرانياً..، بل المهم نوع الأثر، وما يحمله من مواضيع هادفة تخدم مصلحة المسلمين، وتصبّ في طموحاتهم التي أكّدها نبي الأُمّة (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الكرام (عليهم السلام) وعلماء هذه الأُمّة العظيمة. فتقرّر طبع هذا المقال مع تحقيقه وتوثيقه بما يوائم وأسلوب العصر الحديث، وجعله كرسالة مقدّمة لكتاب العرف الوردي، لتنفع القارئ، وتزيد من معلوماته في هذا الاتجاه. وفي الوقت الذي نثمّن جهود المحقّق الكريم المتميّزة، ونخصّه بالشكر والتقدير على مساهمته هذه، ونقدّر جهود قسم التاريخ والسيرة الحثيثة، فإنّنا نجدّد الدعوة إلى أصحاب القلم والتحقيق إلى المساهمة في تكثيف الجهود لإحياء تراثنا الغزير، وتكريس العمل الجدّي من أجل توحيد الصفوف والأقلام للوقوف بوجه كلّ الهجمات الثقافية والأخلاقية التي يتعرّض لها عالمنا الإسلامي في الوقت الراهن. نسأل المولى العليّ القدير أن يوفّقنا إلى تقديم الأفضل إلى المسلمين، من آثار علمائنا ومحدّثينا، لا من المؤلّفات المستوردة إلينا على أنّها بديل لها، والله هو الموفّق والمعين. مركز التحقيقات والدراسات العلمية التابع للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلاميّة