كلمة المحقّق بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على خير خلقه وأشرف بريّته محمد وآله الطيّبين الطاهرين. يعتبر الإيمان بحتمية ظهور المصلح الديني العالمي، وإقامة الدولة الإلهية العادلة في كلّ الأرض، من نقاط الاشتراك البارزة في الأديان. والاختلاف فيما بينهم إنّما هو في تحديد هوية هذا المصلح الديني العالمي الذي سيحقّق أهداف وآمال الأنبياء (عليهم السلام) . والملاحظ في جميع الديانات هو رسوخ هذه العقيدة عندهم، وأنّها أصل مشترك في دعوات الأنبياء، ومن هنا كان التبشير بحتمية ظهور المصلح العالمي يشكّل عاملاً فعّالاً باتّجاه تحقيق أهداف الرسالات، وبناء وتأهيل المجتمع نحو عصر المنقذ العالمي، والدولة الإلهية، والحكومة العادلة. ثم إنَّ الإيمان بفكرة ظهور المنقذ العالمي تعبّر عن حاجة فطرية عامّة، يشترك بها بنو البشر عموماً، وهذه الحاجة أساسها ما جُبل عليه الإنسان من تطلّع مستمرّ نحو الكمال، وأنَّ ظهور المنقذ العالمي تعبير عن وصول المجتمع البشري إلى كماله المنشود.