الثالث: ذكر لبعض الذين ألّفوا كتباً في شأن المهدي وكما اعتنى علماء هذه الأُمّة بجمع الأحاديث الواردة عن نبيّهم (صلى الله عليه وآله) تأليفاً وشرحاً، كان للأحاديث المتعلّقة بأمر المهدي قسطها الكبير من هذه العناية، فمنهم من أدرجها ضمن المؤلّفات العامة كما في السنن والمسانيد وغيرها[59]، ومنهم من أفردها بالتأليف، وكُلّ ذلك حصل منهم حمايةً لهذا الدين، وقياماً بما يجب من النصح للمسلمين، فمن الذين أفردوها بالتأليف: 1 ـ أبو بكر بن أبي خَيثمة زُهير بن حرب قال ابن خلدون في مقدّمة تاريخه: «ولقد توغّل أبو بكر بن أبي خَيثمة على ما نقل السهيلي عنه في جمعه للأحاديث الواردة في المهدي»[60]. 2 ـ الحافظ أبو نعيم، ذكره السيوطي في المجمع الصغير [61]، وذكره في العرف الوردي، بل قد لخّص السيوطي الأحاديث التي التي جمعها أبو نعيم في المهدي، وجعلها ضمن كتابه العرف الوردي، وزاد عليها فيه أحاديث وآثاراً كثيرة جدّاً. 3 ـ السيوطي، فقد جمع فيه جزءاً سمّاه «العرف الوردي في أخبار المهدي»، وهو مطبوع ضمن كتابه الحاوي للفتاوي في الجزء الثاني منه. قال في أوّله: «الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى، هذا جزء جمعت فيه الأحاديث والآثار