قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : «كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم، وإمامكم منكم؟»[83]. 2 ـ وروى مسلم في كتاب الإيمان من صحيحه عن أبي هريرة مثل حديثه عن البخاري ورواه أيضاً عن أبي هريرة بلفظ: «كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم فأمّكم منكم ؟». وفيه تفسير ابن أبي ذئب راوي الحديث لقوله: «وأمّكم منكم» بقوله: «فأمّكم بكتاب ربّكم تبارك وتعالى وسنّة نبيّكم (صلى الله عليه وآله) »[84]. 3 ـ وروى مسلم في صحيحه عن جابر أنّه سمع النّبي (صلى الله عليه وآله) يقول: «لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحقّ ظاهرين إلى يوم القيامة». قال: «فينزل عيسى بن مريم (عليه السلام) فيقول أميرهم: تعال صلِّ لنا، فيقول: لا، إنّ بعضكم على بعض أُمراء ; تكرمة الله هذه الأُمّة»[85]. فهذه الأحاديث التي وردت في الصحيحين وإن لم يكن فيها التصريح بلفظ المهدي، تدلّ على صفات رجل صالح يؤمّ المسلمين في ذلك الوقت. وقد جاءت الأحاديث في السنن والمسانيد وغيرها مفسِّرةً لهذه الأحاديث التي في الصحيحين، ودالّةً على أنّ ذلك الرجل الصالح اسمه محمّد، ويقال له: المهدي. والسنّة يفسّر بعضها بعضاً. ولمّا كان المقام لا يتّسع لإيراد الكثير من الأحاديث الواردة في غير الصحيحين، في شأن المهدي، والكلام عليها، رأيت الاقتصار هنا على إيراد بعضها، مع الكلام على بعض أسانيدها.