[ 339 ] عن جابر وعن أبي سعيد ان رسول الله (صلعم) قال هذان سيدا كهول أهل الجنة من الاولين والاخرين الا النبيين والمرسلين يعنى أبا بكر وعمر (انتهى). اقول: لعل هذا الشيخ الجاهل انما يبالغ في ذكر الكثرة من رجال هذا الحديث وتعدد طرقهم فيه اظهارا لفضله وكثرة تتبعه على المحدثين من اصحابه والا فلا يخفى على أحد ان ذلك لا ينجع في الاحتجاج على الشيعة فإن ذلك عندهم يوجب زيادة التهمة الا الظن بالصحة وهو ظاهر، على انهم كما قال صاحب كتاب الاستغاثة في بدع الثلاثة رووا حديثا آخر ابطلوا به هذا الحديث، وذلك انهم رووا باجماع منهم ومن غيرهم ان الرسول (صلعم) قال: " أهل الجنة يدخلون الجنة جردا مردا مكحلين " فإذا كانوا كذلك فلا كهول هناك ليكونا سيديهم ولو كان هناك ايضا كهول كما زعموا هل كانت امامة أبي بكر وعمر ورياستهما على الكهول دون الشباب والمشايخ ام كانت على الجميع ؟ فان قالوا: انها كانت على الكهول دون غيرهم بانت فضيحتهم، وان قالوا: بل كانت على جميعهم، قيل لهم: فالسيد في كلام العرب هو الرئيس وليس في الرياسة اجل من الامامة فإذا كانا امامين على الكهول وغيرهم فهما رئيسان على جميعهم وإذا كانا رئيسين على الجميع فهما سيدا الجميع وإذا كان الامر كذلك فلا فائدة في قول الرسول (صلعم) " هما سيدا كهول أهل الجنة " ولعمري لو كان ذلك منه صحيحا لبخسهما حقهما إذ قال: هما سيدا كهول أهل الجنة. وهما سيدا الكهول والمشايخ والشباب بزعمكم فهذا ما يشتغل به ذوقهم (انتهى) وقد يقال: معنى قوله " هما سيدا كهول اهل الجنة " انهما سيدا الكهول الذين يدخلون الجنة، ولا يلزم منه كون بعض أهل الجنة كهولا حين كونه في الجنة واقول يتوجه عليه مع ما مر في كلام صاحب الاستغاثة من لزوم نقص امامتهم وقصرها على الكهول وقوع التعارض بينه وبين ما روى الجمهور في صحاح نقص امامتهم وقصرها على الكهول وقوع التعارض بينه وبين ما روى الجمهور في صحاح احاديثهم ايضا ان النبي (صلعم) قال: " الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة " وذلك ________________________________________