[ 340 ] لأن اسلوب الحديثين وسوقهما بعد تكلف التقدير المذكور يقتضى وجوه مناسبة في الموضعين اعني لسيد الكهول مع الكهول في الكهول، ولسيد الشباب مع الشباب في الشباب، ولم يكن الحسن والحسين عليهما السلام شابين عند الوفاة حتى يقال: هما سيدا الشباب الذين يدخلون الجنة وأبو بكر وعمر سيدا الكهول الذين يدخلون الجنة فيلزم التعارض قطعا. وقال العاقولي في شرحه للمصابيح في تفسير حديث السبطين (ع) انه لم يرد به سن الشباب لانهما (ع) ماتا وقد كهلا بل ما يفعله الشباب من المروءة كما يقال: فلان فتى وان كان شيخا إذا كان ذا مروءة وفتوة انتهى فعلى هذا التفسير المجمع عليه يكونان هما سيدى الشباب والكهول وسيدي أبي بكر وعمر، ان كان لهما فتوة ومروءة وفيه تكذيب صريح لحديث " سيدا كهول اهل الجنة " فتدبر. 127 - قال: الباب الرابع في خلافة عمر، انا لا نحتاج في هذا الى قيام البرهان على حقية خلافة عمر لما هو معلوم عند كل ذى عقل وفهم انه يلزم من حقية خلافة ابى بكر حقية خلافة عمر فكيف وقد قام الاجماع ونصوص الكتاب والسنة على حقية خلافة ابى بكر. اقول: لقد ابطلنا بتوفيق الله تعالى ومنه جميع ما ذكره في حقية خلافة ابى بكر من الادلة القاصرة، والتحكمات الفاجرة، الناشئة عن سوء المصادرة، واثبتنا بطلان خلافته بتشييد اركان دلائل الشيعة على غصبه لها بخلافته فقد كفانا ذلك مؤنة الكلام في ابطال خلافة عمر وتضييع الوقت فيه، لأن بطلان الاول يستلزم بطلان الثاني، وكذا الكلام في خلافة عثمان، والله المستعان في كل الامور * تم الكتاب * تم طبع الكتاب بعون الله الملك الوهاب في عاشر ربيع الاول من هذه السنة 1367 الهجرية القمرية مطابقا لهذا التاريخ " 1 / 11 / 1326 " من السنة الهجرية الشمسية