عافاه وكوفي أي كافاه وجوزي أي جازاه الله ففعل الله ظاهر في اسمه وأما المنقري فهو المتكلف بنفسه المظهر لزهده مع كمون رغبته وترئية بشريته واسمه مضمر في فعله لرؤيته نفسه ودعواه وسئل أيضا عن الفرق بين التقري والتصوف فقال القارئ هو الحافظ لربه من صفات أوامره والصوفي الناظر إلى الحق فيما حفظ عليه من حاله وقال الصوفي حروفه ثلاثة كل حرف لثلاث معان فالصاد دلالة صدقه وصبره وصفائه والواو دلالة وده ووروده ووفائه والفاء دلالة فقره وفقده وفنائه والياء للإضافة للإضافة والنسبة وأهل الحروف والإشارات يقيمون حرف الياء في الابتداء والانتها ففي الابتداء النداء وفي الانتهاء النسبة والإضافة ففي الابتداء يا عبد وفي الانتهاء يا عبدي ففي الأول للنداء وفي الانتهاء للإضافة والنسبة وكان يقول الجمع ما كان بالحق والتفرقة ما كان للحق وكان يقول لا تخاصم لنفسك فإنها ليست لك دعها لمالكها يفعل بها ما يشاء وكان يقول دع ما تهوى لما تؤمل وقال القلب مضغة وهو محل الأنوار وموارد الزوائد من الجبار وبها يصح الاعتبار جعل الله القلب أميرا فقال إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب ثم جعله لديه أسيرا فقال يحول بين المرء وقلبه 668 .
ابن خفيف .
ومنهم أبو عبدالله محمد بن خفيف الحنيف الظريف له الفصول في النصول والتحقق والتثبت في الوصول لقي الأكابر والأعلام صحب رؤيما وأبا العباس بن عطاء وطاهر المقدسي وأبا عمرو الدمشقي وكان شيخ الوقت حالا وعلما توفي سنة إحدى وسبعين وثلثمائة .
ومن مفاريد ما سمع منه ما أخبرنا في إجازته وكتابه إلي قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن شاذهرمز ثنا زيد بن أخرم عن أبي داود عن شعبة عن عبدالله بن دينار عن ابن عمر قال قال رسول الله A لما عرج بي إلى السماء سمعت تذمرا فقلت يا جبريل من هذا قال موسى