@ 19 @ الذي ألفه بعض قضاة الشافعية في الرد على شيخ الإسلام تقي الدين أبي العباس أحمد بن تيمية في مسألة شد الرحال وإعمال المطي إلى القبور وذكر أنه كان قد سماه شن الغارة على من أنكر سفر الزيارة ثم زعم أنه اختار أن يسميه شفاء السقام في زيارة خير الأنام فوجدت كتابه مشتملا على تصحيح الأحاديث الضعيفة والموضوعة وتقوية الآثار الواهية والمكذوبة وعلى تضعيف الأحاديث الصحيحة الثابتة والآثار القوية المقبولة أو تحريفها عن مواضعها وصرفها عن ظاهرها بالتأويلات المستنكرة المردودة ورأيت مؤلف هذا الكتاب المذكور رجلا مماريا معجبا برأيه متبعا لهواه ذاهبا في كثير مما يعتقده إلى الأقوال الشاذة والآراء الساقطة صائرا في أشياء مما يعتمده إلى الشبه المخيلة والحجج الداحضة وربما خرق الإجماع في مواضع لم يسبق إليها ولم يوافقه أحد من الأئمة عليها وهو في الجملة لون عجيب وبناء غريب تارة يسلك فيما ينصره ويقويه مسلك المجتهدين فيكون مخطئا في ذلك الاجتهاد ومرة يزعم فيما يقوله ويدعيه أنه من جملة المقلدين فيكون من قلده مخطئا في ذلك الاعتقاد نسأل الله سبحانه أن يلهمنا رشدنا ويرزقنا الهداية والسداد هذا مع أنه أن ذكر حديثا مرفوعا أو أثرا موقوفا وهو غير ثابت قبله إذا كان موافقا لهواه وإن كان ثابتا رده إما بتأويل أو غيره إذا كان مخالفا لهواه وإن نقل عن بعض الأئمة الإعلام كمالك أو غيره ما يوافق رأيه قبله