@ 167 @ رجليه وكبر وقال الحمد لله منحنا فتح القلعة قال الراوى فنظرت إلى القلعة فإذا العسكر قد دخلوا بأجمعهم ففرح السلطان بذلك وقال ليس فرحى لفتح القلعة انما فرحى بوجود مثل هذا الرجل في زمنى .
ثم بعد يوم جاء السلطان إلى خيمة صاحب الترجمة وهو مضطجع فلم يقم له فقبل السلطان يده وقال له جئتك لحاجة قال وما هى قال ان ادخل الخلوة عندك فأبى فأبرم عليه السلطان مرارا وهو يقول لا فغضب السلطان وقال انه يأتي اليك واحد من الأتراك فتدخله الخلوة بكلمة واحدة وأنا تأبى على فقال الشيخ إنك إذا دخلت الخلوة تجد لذة تسقط عندها السلطنة من عينيك فتختل أمورها فيمقت الله علينا ذلك والغرض من الخلوة تحصيل العدالة فعليك أن تفعل كذا وكذا وذكر له شيئا من النصائح ثم ارسل إليه ألف دينار فلم يقبل ولما خرج السلطان محمد خان قال لبعض من معه ما قام الشيخ لى فقال له لعله شاهد فيك من الزهو بسبب هذا الفتح الذي لم يتيسر مثله للسلاطين العظام فأراد بذلك أن يدفع عنك بعض الزهو ثم ان السلطان دعا صاحب الترجمة في الثلث الأخير من الليل فخاف عليه أصحابه فذهب إليه فلما وصل تبادر الأمراء يقبلون يده وجاء السلطان يلقاه والليل مظلم فعانقه بالقلب لا بالبصر فعانقه الشيخ وضمه إليه ضما شديدا حتى ارتعد وكاد يسقط من الهيبة وتحدث السلطان بعد ذلك أنه كان في قلبه شئ في حق الشيخ فلما ضمه زال ذلك ثم ان الشيخ جلس مع السلطان في خيمته إلى أن صلى به الفجر والسلطان جالس أمامه على ركبته يسمع الأوراد فلما أتمها التمس منه السلطان ان يعين قبر أبى أيوب لأنه كان يرى في التواريخ أن قبره قريب سور قسطنطينية فذهب الشيخ