@ 463 @ الحنفى الامام العلامة الفقيه المفيد ولد بمصر وبها نشأ وحفظ القرآن واشتغل فأخذ عن أكابر الشيوخ كالشهاب أحمد الغنيمى والبرهان اللقانى والشمس محمد المحبى والشهاب الشوبرى والنور على الحلبى وغيرهم ممن يطول ذكرهم وأجازه غالب شيوخه وكان من اكابر علماء الحنفية فى زمانه خصوصا فى معرفة الكتب وسعة الاطلاع وكانت تعرض عليه كتب منخرمة الاوائل لا يعرفها أحد من اقرانه فبمجرد وقوفه عليها يعرفها بسرعة من غير تردد ولا نظر وكان فاضلا صالحا متواضعا عفيفا شريف النفس والطبع مجللا عند خاصة الناس وعامتهم قليل التردد الى أحد الا فى مهمة وكانت وفاته بمصر فى ذى الحجة سنة اثنتين وتسعين وألف ودفن بتربة المجاورين تجاه تربة الشيخ أحمد الشلبى شارح الكنز رحمه الله تعالى .
يحيى بن أبى الصفا بن أحمد المعروف بابن محاسن الدمشقى الحنفى الفاضل الاديب كان أحسن آل بيته فضلا وكمالا وأبرعهم استيلاء على المعارف واشتمالا قرأ وحصل وفرع وأصل ونظم فأجاد وأقرأ فأفاد وقد أخذ جملة العلوم من منطوق ومفهوم عن جماعة أجلا واشياخ ازدان بهم الدهر وتحلى منهم الشيخ عبد الرحمن العمادى والشيخ يوسف الفتحى ولما ورد أبو العباس المقرى دمشق لزمه لزوم الظل للشبح وأخذ عنه غرائب الظرف والملح وكنت رأيت بخطه مجموعا ذكر فيه كثيرا من أمالى شيخه المذكور وبدع فيه بتحف وصفه المحمود المشكور وولى من المدارس المدرسة الغزالية ودرس بها العلم فى بلهنية من العيش رضية الا انه لم تطل مدة ايامه ففاجأه فى نهنهة الشباب حمامه وكانت وفاته فى سنة ثلاث وخمسين وألف ورأيت هذه الابيات لاديب الدهر أحمد بن شاهين كتبها على شعر لصاحب الترجمة وقف عليه وهى تشبه أن تكون رثاء فيه فذكرتها هنا وهى % ( رحم المهيمن ناظما % قدما لهذا الشعر راوى ) % % ( يحيى الذى قد مات % وهو لمفخر الاحياء حاوى ) % % ( قد كان روح بنى المحاسن وجده لهم يساوى % ) % % ( مدح الديار وأهلها % ومضى فروض الانس ذاوى ) % % ( نشر الثناء وانه % لرداء ما فى العيش طاوى ) % % ( يا رب وسع مرقدا % هو فى مضيق منه ثاوى ) % % ( فنو المحاسن كلهم % من بعد مشهده مساوى ) %