@ 142 @ عبد السلام وكشمس علومها البدر الغزي العامري ذلك الإمام والشيخ علاء الدين العمادي ثم لم ألبث أن هبطت مصر هبوط آدم من الجنة لما وجدتها كما قال أبو الطيب ملاعب جنه فكأنها مغاني الشعب وأنا المعني فيها بقوله | % ( ولكن الفتى العربي فيها % غريب الوجه واليد واللسان ) % | تنبو عن قبول الحكمة فيها طباع الرجال نبو قيناتهم الحسان لحى شيب القذال ترى نفرة أحدهم عن كمالهم السرمد نفرة الظلام رأى الظلام فجود ثم تمثل بقول القائل | % ( ما مقامي بأرض نحلة إلا % كمقام المسيح بين اليهود ) % | % ( أنا في أمة تداركها % الله غريب كصالح في ثمود ) % | هذا ما طارحني به في بعض مطارحاته وحدثني في جملة مسامراته وكان فيه دعابة يؤنس بها جليسه كيلا يعرف الوحشة أنيسه إلى حسن سجايا كالرياض بكتها الأمطار فضحكت ثغور أقاحها عن باسم الأنوار وكرم نجار وطيب وخيم تعرف في وجهه نضرة النعيم وأما فرقه من المعاد وخشيته من رب العباد فلم ير لغير من أهل هذا الطريق وأصحاب أولئك الفريق وكثيرا ما يتمثل بهذين البيتين وهما لعبد الله طاهر بن الحسين | % ( الأم تطيلي العتب في كل ساعة % فلم لا تملين القطيعة والهجرا ) % | % ( رويدك إن الدهر فيه كفاية % لتفريق ذات البين فانتظري الدهرا ) % وكان إذا سئل عن شيء من الفنون الحكمية والطبيعية والرياضية أملى السائل في ذلك ما يبلغ الكراسة والكراستين كما هو مشهور مثل ذلك عن الشيخ الرئيس أبي علي بن الحسين فمن ذلك ما شاهدته وهو بحجرته الظاهرية وقد سأله رجل عن حقيقة النفس الإنسانية فأملى على السائل رسالة عظيمة في ذلك وعرضها عليه وله من التآليف والرسائل والإشعار المزرية بروض الخمائل ما هو بأيدي الناس مألوف عند أربابه من الفضلاء معروف فمن ذلك الكتاب الذي صنفه وسماه بتذكرة أولي الألباب والجامع للعجب العجاب جمع فيها الطب والحكمة وهي بأيدي الناس شهيرة ثم احتصرها لقصور الهمم في مجلد وله كتاب البهجة في جلد والدرة المنتخبة فيما صح من الأدوية المجربة وله رسالة في الحمام ألفها باسم الأستاذ البكري وشرح قصيدة النفس المشهورة للشيخ الرئيس ابن سينا وهو