ـ(11)ـ
ووحدة الأراضي الإيرانية. يريد العدوّ أن لا يرى راية الإسلام ترفرف على رؤوس هذا الشعب، ويريد أن يرتقي سدّة الحكم أمثال النظام البائد وأعوانه وعملائه، إنّ العدوّ لا يروق لـه أن يرى راية الإسلام ترفرف على رأس هذه الأمة، إن الأعداء المستعمرين ليسوا مستعدين لان يروا شعباً مستقلاً معتمداً على ذاته، ومتوكلاً على الله، ومتكئاً على تعاليم الدين الإسلامي، لا يريدون مشاهدة شعب بهذه العظمة، ومتحسس لآلام ومتاعب المسلمين في مثل هذه المنطقة الحساسة من العالم. لقد رأى مرتكبو الجرائم في البوسنة والهرسك ومؤيدوهم تلك التظاهرات العارمة التي خرجتم بها في شوارع طهران والمدن الأخرى تأييداً لمظلومي البوسنة والهرسك. لقد رأوا تلك الجموع المهيبة، وقد أفزعتهم قطعاً وقفة الشعب الإيراني بعزم راسخ أمام إحدى القضايا العالمية. لقد كانت هذه التظاهرات مصداقاً لمن يلتزم بالحديث الشريف (من أصبح لا يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم) (1)، مصداقاً بارزاً للاهتمام بأمور المسلمين.
لقد التزمتم عمليا بهذا الحديث الشريف بكل ما أوتيتم من حول وقوة، فأبديتم اهتمامكم البالغ بأمور المسلمين في أوربا. إن الشعب الإيراني لم يكن يعرف شيئاً عن شعب البوسنة والهرسك. لم يكن شعبنا يعلم ماهية الساكنين في سراييفو، ونوع مشاعرهم وأحاسيسهم. لم تكن لنا علاقة بهم إلى أيامنا هذه، ولكن الذي دفع أمتنا إلى هذا العمل العظيم والاهتمام بأمورهم هو الإسلام فقط، والأحاسيس الإسلاميّة، والشعور بوجوب مساندة شعب مسلم يقاسي من الظلم. إذا رأى شعبنا أن من اللازم عليه أن ينزل إلى الشوارع فإنه يفعل، وعلى شكل حشود مليونية، وإذا شعر أن اللازم عليه أن يقدم العون المادي والمالي فإنه سيفعل، وإذا أدرك أن عليه أن يقدم على خطوات أكبر بغية إنقاذ إخوانه المسلمين فإن شعبنا سوف يكشف عن صدره ويستعد للمواجهة.
___________________________________
1 ـ أصول الكافي 2: 163 / ط، طهران.