ـ(7)ـ
جسد الأمة، وصار لكل وجهة، والحديث ذو شجون.
وإذا أريد تلافي ذلك، وعدم الوقوع في الخطأ نفسه، فلابد أن يقوم علماء الإسلام بعرض هذه المذاهب الإسلاميّة، وتوضيح متبنياتها بموضوعية تامة وبأسلوب جديد، بعيدا عن حالات التطرف والانحياز، متجاوزين المسائل الجزئية؛ لكي يحمل كل مسلم صورة ناصعة عن أخيه المسلم خالية من التهم والتمحلات، وحينها ستكون الأرضية صالحة لنمو غرس الأخوة والمحبة بين المسلمين كافة.
ومن أجل الوصول إلى الغاية المنشودة هذه دعا ولي أمر المسلمين القائد السيد علي الخامنئي ـ حفظه الله ذخرا للإسلام والمسلمين ـ إلى تشكيل (المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلاميّة) محققا بذلك أمنية الامام الراحل مؤسس الجمهورية الإسلاميّة السيد الخميني(قدس سره).
ولم يكن هذا المشروع المقدس بدعا في تاريخنا الحديث، بل سبقته خطوات مباركة وقيمة من قبل الحريصين على الإسلام والمسلمين، خصوصا مشروع (دار التقريب بين المذاهب الإسلاميّة) بل يمكن القول بأن (مجمع التقريب) ما هو إلاّ امتداد لـ(دار التقريب)، ومواصلة للدرب نفسه، ولتحقيق ذات الأهداف التي يسعى (المجمع) إليها بكل جهد، وبأية وسيلة ممكنة.
وكما أتحفت (دار التقريب) الأمة الإسلاميّة بالكثير من الإنجازات، وعلى رأسها إصدار مجلة (رسالة الإسلام) فإن (المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلاميّة) يقدم بين يدي المسلم في شتى أنحاء العالم مجلة (رسالة التقريب) آملين أن تكون منبراً لكل المسلمين بمختلف طوائفهم، وحاملة للكلمة الهادفة التي تعبر عن هموم المسلمين وطموحاتهم، عسى أن تنال إعجاب القارئ الكريم، ورضا الرب الرحيم.
[ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم] (1). رئيس التحرير
‏_______________________________
1 ـ الحشر:10.