ـ(9)ـ
نفس المشكلة ألا وهي: فقدان العدالة، هذه هي المعضلة الكبرى لدى البشرية. إن الدين الذي قدمه هذا المولود المكرم للبشرية يدعو الناس إلى النقاط المضيئة والحساسة في حياتهم من قبيل: التوحيد والعدل، وهما يمتازان بميزتين: أولاهما: أنهما للبشرية جمعاء، فكل من أراد يستطيع الاغتراف منهما. والميزة الأخرى: أنهما لا يختصان بزمان معين، بل لكل الأزمنة. واليوم يحتاج البشر إلى العودة للتوحيد الخالص وقانون العدالة الإسلاميّة. إن العلاج الذي قدمه الإسلام للبشرية لضمان العدالة هو قانون: [إن أكرمكم عند الله أتقاكم](1) وهي دعوة إلى التقوى والورع، ونبذ بذور التمييز بين البشر على أساس القومية، والعرق، والدم، واللون، وما شابه ذلك.
ولا تزال الدول المتقدمة في العالم والمتطورة من الناحية المادية تعاني من مسألة الأبيض والأسود للأسود ضوابط معينة، وللأبيض مميزات خاصة، لا زالت الحرب قائمة عندهم على أساس العرق،والدم، والقومية. كم من البشر زهقت أرواحهم في نيران حرب أشعلوها على خلافات قومية ووطنية مفتعلة ذهبت حقوقهم أدراج الرياح؟ اليوم البشرية في أمس الحاجة إلى نداء الوحدة، والتوحيد، والعدل، وهو النداء الذي يرفعه الإسلام والمسلمون.
من هم الذين يعارضون قضية الوحدة هذه الأيام؟ إنهم المستكبرون الذين يستخدمون الفرقة، والشرك، والظلم لصالحهم، ويبنون وجودهم وفلسفة حياتهم على سياسة التمييز والتبعيض العنصري. إن قوى الاستكبار العالمي في هذه الأيام الذين يحملون شعار الدفاع عن الديمقراطية والمساواة بين أفراد المجتمع في الحقوق ومكافحة الاستبداد الحكومي ـ هم أنفسهم قد قضوا على الديمقراطية في العالم. إن من مبادئهم العملية هو تفضيل شعب على آخر، ومنطقة على أخرى، ودم على غيره.
لقد رسخوا سطوة الاستبداد في الدنيا، وهم يديرون العالم كيف ما يشاؤون، هذا هو وضع البشرية في عصرنا الراهن. إن البشرية اليوم بحاجة ماسة إلى إطلاق صرخة
_____________________________
1 ـ الحجرات : 13.