/ صفحه 134/
إلى المحيط الهادي، ووجدانها عامرة بالثروات الطبيعية، والمحاصيل الزراعية، وكافة المواد الأولية، فمن له حق استغلالها والا نتفاع بخيراتها؟ لا شك أنهم أهل البلاد وأبناؤها أولا، وإخوانهم الذين تربطهم بهم رابطة الدين واللغة والجنس ثانياً، فهم مقدمون على من عداهم من الأجانب.
ولكن هل هذا هو الواقع؟ كلاً! وتلك هى الحقيقة مجردة عن الخيال، نقررها ليتنبه الغافل ويستيقظ المخدوع، ويدرك إدراكا صحيحا أن خيرات بلاده التي ذكرنا، وثرواتها الطبيعية ومراكزها "الاستراتيچية" الممتازة مضافا إليها حالة أهلها الاجتماعية والاقتصادية والعلمية من الضعف والوهن الذي أصابها في خلال استعمارها، حتّى خيم الجهل وانتشرت الظلمات في ربوعها، كل ذلك مما يغرى الدول الأجنبية بالسعى في سبيل استغلالها، وجنى ثمراتها، والانتفاع بخيراتها بكافة الواسائل والمسميات الخادعة الغرارة حتّى لا يفطن أهلها وبنوها الى حقيقة ما ينتوون: أأرادوا بهم خيرا ورشدا، أم أرادوا بهم شرا وعنتا؟.
يتقاضانا تصوير هذه الحالات أن نتناول الموضوعات الأتية:
أولا: حالإ البلاد الإسلامية أثناء احتلالها واستعمارها.(1)
ثانيا: حالة أهلها بعد استقلالها كاملاً كان أم ناقصا من النواحى العلمية والاجتماعية والصحية والاقتصادية.
ثالثا: مرامى السياسية الأمريكية والأوربية من حيث رغبتها في إعانة تلك في الدول ما ليا بدعوى رفع مستواها الاجتماعي، والاستعانة بها على محاربة الشيوعية أو عقد معاهدات لتستعين بها عسكريا.
رابعا: ما يجب عليها القيام به في سبيل نهضتها، ورفع شأنها، ووحدة كيانها السياسي، لتصل إلى مستوى الدول الأجنبية، وإفهام المسلمين أن هذه ضرورة
ـــــــــــ
(1) ويدخل في هذه الحالة وقوع بعض البلاد تحت النفوذ الأجنبى وإن لم تكن محتلة.