/ صفحه 133/
حَقّ الشُّعُوب الإْسلاميّة عَلى نَفسِهَا
لحضرة صاحب المعالى محمد حلمى عيسى باشا
"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"
في أعقاب هاتين الحربين العالميتين الطاحنتين، أخذت الدول الإسلامية تتبو، مكانا ملحوظا في المحيط الدولي، وتسترد مكانها السياسى ووجودها الجغرافى وتعمد إلى المطالبة باستكمال سيادتها واستقلالها، واستخلاص حريرتها وحقوقها، ـ طبقا لميثاق هيئة الأمم المتحدة ـ مما يشوبها من نقض، أو يعتورها من مساس بسيادتها، من نحو استبقاء سلطات عسكرية أو مزايا حربية هى بعض آثار معاهدات وليدة الاستعمار تبيح لها حق استخدام مرافقها الحربية في زمن الحرب أو بقاء جيوش لها في مواقع معينة في زمن السلم.
ولكن على كل حال لانزاع في أن مركزها السياسى ومقامها الدولي وصل بها إلى إدارة شئونها بنفسها من سياسة ومالية واقتصادية واجتماعية وصحية، وأن تتولى حكومتها المؤلفة من أبناءها مقاليد الحكم وسلطة التشريع، وأصبح لأبناءها مقاعد في هيئة الأمم المتحدة جعلتهم أندادا لمندوبى الدول الكبرى، فسياستهم الدخلية والخارجية في أيديهم، وهم المسيطرون على مرافق بلادهم وتصريف شئونها، فإن أحسنوا إدارتها كانت لهم الحسنى وزيادة، وإن أساءوا فعليهم "و ما ربك بظلام للعبيد".
ولو نظرنا لمواقع تلك البلاد الإسلامية من الوجهة الجغرافية لوجدناها ـ عربية أو غير عربية ـ تكوِّن سلسلة متصلة الحلقات، متجاورة الأراضي، من المحيط الأطلنطى