/ صفحه 221/
الخطيرة، بحيث إذا كان الإنسان المفكر قد عرف الوسيلة في بعض العناصر ليجعلها قابلة للانفلاق وخروج الطاقة، فليس هناك ما يمنعه في القريب أن يعرف السبيل إلى ذلك، في غيرها من العناصر.
"فاليورانيوم" وهو عنصر من ثمانية وتسعين عنصراً، هى المعروفة اليوم على هذه الأرض ـ يصبح بمعاملة خاصة وتعديل في نواة ذرتة "بليتونيوم" وهو عنصر آخر جديد لم يكن في جدول العناصر، وهذا العنصر الأخير قابل الانفلاق أى قابل لما نسمية الانفجار الذرى ـ وأفضل الانفجار النووى ـ ذلك النوع من الانفجار الذي ذهب‌"بهيروشيما" و"ناكازاكي" وقد يذهب انفجار من نوعه غدا ببلريس أو موسكو أو نيويورك، كما أنه قد يسخَّر في صالح الإنسانية فيأتى بالعجب العجاب.
ولعل الانفجارات التي حدثت في سيبريا هذه الشهور، وذكرت الأنباء أنها لأعمال تتعلق بحفر أنهار جديدة وترع كبيرة للري، هى استخدا للطاقة النووية لصالح الإنسان، وقد يكون هذه فاتحة خير للبشر.
هذا العالم انووى الجديد الذي بدأنا نعيش فيه يحتاج إلى كثير من التأمل، ويثير في نفس القارىء كثيرا من الأسئلة، ولعل أهمها: هل يستخدم الإنسان الطاقة النووية لأعمال الخير والسلم؟ والجواب على ذلك: أننى لا أشك في وصولنا لهذه الغاية وذلك في الحالة التي نتحاشى فيها حربا ثالثة تدمر كل هذه المدنية وتدفن معها كل ما ورثناه من علم، أو ما لدينا من كتب.
إنما أذهب إلى هذا الرأى بسبب ما ينشأ عن سلسلة الانفلاق المعروفة اليوم في نويات الذرة من طاقة حرارية فوق الوصف، وهذه الحرارة من الممكن تحويلها إلى كهرباء، بل أن الكهرباء موجودة أيضاً من جراء "الألكترونات" الناتجة رأسا من عملية السالسة المتقدمة.