/ صفحه 318/
عناصرُ وُجوُد الأمة الاإسْلامية
لحضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الدكتور محمود فياض
أستاذ التاريخ الإسلامى بكلية أصول الدين بالأزهر
ـ 3 ـ
2ـ وأما جبر المسلمين غيرَهم على معتقداتهم فهذا أمر لم يحدث إطلاقا ويشهد بذلك المؤرخون من غير المسلمين، ومن شاء فليعطنا مثلا واحدا أرغم فيه شخص على اعتناق الإسلام!.
وما كان ذلك ليحدث من قوم يعلن كتابهم الحرية الفكرية وحرية الاعتقاد بشكل لم تعرفه الانسانية من قبله؛ وقد جعل للدعوة إلى الله سبيلا واضحة لا لبس فيها "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة وا لموعظة الحسنة، وجادلهم بالتى هى أحسن، فدعا أرباب المعرفة والعلم إلى النظر في سنن الكون، وفرض لهم الفروض، حتى إنه ليفرض تعدد الآلهة ليقرر الوحدانية "لو كان فيهما آلة إلا الله لفسدتا". "أإله مع الله"؟ ثم قرر قضية لا تحتمل الجدل " لا إكراه في الدين. قد تبين الرشد من الغي". "و قل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن، ومن شاء فليكفر". فهل وراء ذلك قول لمتحامل على الإسلام؟
ولقد كان منهج الداعين إلى الله في فتوحاتهم منهجا عادلا غاية العدالة: "لسنا نطلب منكم إلا واحدة من ثلاث: الإسلام. ولكم مالنا وعليكم ما علينا، أو الجزية وأنتم في ذمتنا وحمايتنا، أو الحرب حتى يحكم الله بيننا".
ولم تكن الحروب الإسلامية مجرد عدوان أو رغبة في التوسع والاستعمار، فقد حدث أن قائد الفرس "رستم" سأل المسلمين. فإذا أعطينا كم هذه: "الإسلام، فماذا تفعلون؟ قالوا: ندعكم وبلادكم ونجاوزكم إلى غير كم.