/ صفحه 80/
عناصر وجود الأمة إلاإسلامية
لحضرة احب الفضيلة الدكتور محمود فياض
أستاذ التاريخ الإسلامي بكلية أصول الدين بالأزهر
لكل أمة من الأمم دعائم خاصة يقوم عليها وجودها، وتمتاز بها شخصيتها عن غيرها، وتأخذ بها ممكانتها، وتتحد منزلتها، من الرفعة أو الضعة بين جميع الأمم، وليست الأمة الإسلامية بدعا من الأمم. باعتبارها مجرد أمة اجتماعية، فيجب أن تكون لها مميزاتها وعناصر وجودها الخاصة بها، كما أنا بوصفها الديني يجب أن تتميز عناصر وجودها ومميزاتها عن سواها من الأمم غير الإسلامية.
والباحثون في مسائل الاجتماع الإسلامي يرون بوضوح - منذ ظهر الإسلام ـ إمة إسلامية متميزة تماما عن غيرها بعناصر لا تشاركها فيها أمة بشرية، ونحن نلخصها في كلمات، ثم نتحدث عنها تباعا بإذن الله، والله يهدينا إلى الرشد، ومنه نستمد التوفيق.
أول ما يجده الباحث من مقومات الأمة الاسلامة؛ عنصر التوحيد والوحدة، ثم عنصر المسواة والأخوة الدينية، ثم المسئولية المشتركة عن رعاية المجتمع، وحفظ الدين وحماية الدعوة إليه.
1ـ التوحيد والوحدة:
كان مبدأ التوحيد ثورة حطمت الشرك الديني الذي ألزم الناس بعبادة غير الله، كما حطم الشرك الاجتماعي الذي جعل من بني الإنسان سادة ودهماء، وبذلك صحح التوحيد الوضع الديني والاجتماعي، وجعل العبادة والسيادة لله الخانق وحده،