/ صفحة 163 /
من عُرفوا بأنهم كتاب الوحي، كما يمليها عليهم الرسول الكريم. ولم أجد ـ على كثرة ما قرأت ـ مَن ذكر العام الذي قيل فيه حديث (1))أنزل القرآن على سبعة أحرف(ولوعلى وجه التقريب، فرأيت أن أراجع طرقه ورواته، من الصحابة ومن ذكروا فيه وظروفه، فتبين لي ما يأتي:
1 ـ ليس هناك شك في أن الحديث كان بعد الهجرة لأن فيه من الصحابة الذين رووه، أو وقعت معهم الحادثة: أبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وأم ايوب وغيرهم، وهؤلاء أنصار من أهل المدينة.
2ـ إن هذا الحديث كان بعد العام الثامن من الهجرة للأسباب الآتية:
(ا) من رواته أبو هريرة، وقد أسلم سنة سبع من الهجرة.
(ب) من رواته ابن عباس، وهوقد ولد قبل الهجرة بثلاثة أعوام، ولا يشترك في الرواية، ولا يهتم بها، إلا بعد أن يتجاوز العاشرة من عمره على الأقل، وهولم يتجاوزها، إلا بعد سنة سبع من الهجرة.
(جـ) ممن ذكروا في طرق الحديث: زيد بن ثابت، على أنه أقرأ غيره، وزيد بن ثابت كانت سنة حين قدم الرسول المدينة، أحد عشر عاما، ولا يكون زيد مقرئاً لغيره، إلا بعد أن يتجاوز حد الحلم. وعلي أقل تقدير تكون سنة ليؤخذ عنه القرآن في عهد الرسول سبعة عشر، أو ثمانية عشر عاما.
(د) من رواته عمرو بن العاص، وقد أسلم سنة ثمان من الهجرة.
(هـ) من رواته من الصحابة، وأبو بكرة نفيع بن الحارث، وقد أسلم في حصار الطائف، وقد كان ذلك في أواخر شوال، وأوائل ذي القعدة، من العام الثامن الهجري.
(و) وأقوى دليل واثبته، أن بعض النزاع في القراءة كان يبن عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم، وقد أسلم هشام يوم فتح مكة، وكان فتحها في العام الثامن الهجري
تراجع تراجم الصحابة في الإصابة وأسد الغابة، ويراجع الحديث وشروحه ورواياته في النشر وفتح الباري وتفسير الطبري والإنقان.